الثلاثاء، يونيو ٢٧، ٢٠٠٦

عتاب لإيلاف على مقال "رسالة مفتوحة الى بيل جيتس.."

كتبت هذا التعليق لإيلاف في الرد على مقال " رسالة مفتوحة إلى سيادة بيل غيتس وزوجته طلباً للمساعدة " بقلم الأستاذ أشرف عبدالقادر
http://www.elaph.com/ElaphWeb/ElaphWriter/2006/6/158657.htm


أعتب على إيلاف التي سمحت بنشر مثل هذا المقال في مكان يتوقع فيه القارئ مضمون مختلف .. ربما كان من الأنسب أن ينشر كتعليق على مقال الأستاذ العفيف الأخضر.
أما أن يستخدم الأستاذ أشرف مكانة و مكانته في إيلاف لالتماس المساعدة الصريحة فهو تصرف لا يليق , و ان كنت لا أنكر عليه حقه في طلب المساعدة , لكن ما ساءني هو أن الأستاذ أشرف لم ينتبه لوقع كلماته على نفوس من هم أتعس منه حالا و لم يجدوا من يساعدهم ولو تسعه أيام , من اضطروا قسرا لترك تعليمهم الجامعي أو ما قبل الجامعي من أجل توفير ضرورات الحياة , من يحلمون بوظيفة أو سكن مثل ذلك الذي لا يستطيع الأستاذ أشرف احتماله , و هم للأسف كثر في بلادنا العربية. و بكل أسف قد يجد الأستاذ أشرف المساعدة بعد نشر مثل هذا الرجاء, بينما يظل المحتاج الحقيقي في طي النسيان.
يا أستاذ أشرف لقد ذقت يوما حلاوة الزواج و نعمه الأولاد, و هو حق مشروع يعجز عنه ملايين الشباب في وطننا العربي. وتعيش آمنا في بلاد النور و الجمال , وهو الحلم الذي يدفع آلاف الشباب للمخاطرة بحياتهم كل عام من اجل التسلل إلى مثل تلك البلاد ليحيا بلا شرعية و يسكن الحدائق العامة وذلك بعد أن انسدت بهم سبل الحياة الأساسية في أوطانهم.
لا أنكر عليك حقك يا أستاذ أشرف في الطموح إلى ما هو أفضل لك ولأسرتك , ولكن استخدام موقعك في إيلاف , وقلمك في مدح من يتطوع بمساعدتك أو تقريع من يتقاعس عنها هو تصرف اربأ بك عن فعله , وعن إيلاف بالمشاركة فيه.
أتوقع لك أن تجد الكثيرين من الأثرياء يحلمون أن يروا أسمائهم مقرونة بالمدح على صفحات إيلاف , ومنهم من سيداعبه خيالة أن يثبت لنفسه وللغير أنه أفضل من بيل جيتس فيبادر بأن يقدم إليك ما لم ولن يقدمه لك بيل جيتس.

وان كنت أود أن يحمل هذا التعليق جزءا ايجابيا , فسأشير الى فكرتين أظنهما يستحقان المشاركة:
الأولى هي أهمية وجود المؤسسات لتنظيم العمل الخيري , بما يضمن إجراء بحوث موضوعية و أمينه من أجل تحديد من هم أولى بالمساعدة. وهو فارق جوهري بين نظام "العطايا والهبات التي تمنح على موائد الملوك و الأثرياء" وهو النظام الذي ما زال سائدا في عالمنا العربي وتختلط فيه النوايا بالحسابات الشخصية , مقابل نظام المؤسسات "مثل مؤسسه بيل جيتس" والتي تحتاج إلى اداره قويه و سليمة النية تقيم عدلا في الاختيار و شفافية في التوزيع. الثانية هي حقا غياب الاهتمام العربي الكافي بتقديم المنح الدراسية لشباب الوطن المتفوقين. ففي معرض البحث عن ما هو متاح للشباب العربي في هذا الصدد, نجده اقل بكثير مما يمنحه أثرياء العالم لأوطانهم. نعم توجد مؤسسات عديدة تقدم منح موجهة لأبناء العالم الثالث , إفريقيا , المرأة , ولكن أيضا تجد العديد من الأثرياء في العالم يقدمون منحا سنوية لعدد من أبناء أوطانهم المتفوقين و قل ما تجد مثل هذا النموذج في عالمنا العربي رغم كثره أثرياؤه و شده احتياجه للتعليم العالي. سعدت يوما حين قرأت عن المنحة التي تقدم سنويا باسم "جاك ناصر" والتي تشترط في المتقدم الالتزام بالعمل لصالح أو لخدمة الوطن العربي . وفي هذا السياق أيضا اعتقد انه يجب أن يذكر اسم الراحل رفيق الحريري بكل تقدير.

ليست هناك تعليقات: