http://www.shorouknews.com/ContentData.aspx?id=36838
and here is my say:
تشجيع الشركات على القيام بدورهم المجتمعي
من الصعب اختزال أزمة المرور في مصر في سبب واحد أو حتى عدة أسباب. فهي في الواقع انعكاسا لأزمة سلوك في المجتمع ككل. و منذ تراجعت الدولة عن مسئولياتها تجاه المواصلات العامة وتركت الأمر للتنظيم الشعبي في صورة ميكروباص و التراضي على الأجرة بين الراكب و سائق التاكسي, حتى انهارت منظومة المواصلات في مصر و اجتاحتها كل أمراض المجتمع.
وبحثا عن حلول غير تقليدية, أتصور انه يجب التفكير في حلول غير مرتبطة بالحكومة و بعيدة عن سن أي قوانين جديدة.
أرى أن زيادة عدد السيارات في مصر من أهم أسباب المعاناة المرورية اليومية في الشارع المصري, وبملاحظة أن عدد كبير من هذه السيارات يقودها شخص واحد يمكن استنتاج أن الحل هو في ترشيد عدد السيارات عن طريق تشجيع الانتقال الجماعي بين الأفراد في سيارة واحدة! تحديدا في حالات الذهاب إلى نفس مكان العمل بين الزملاء الذين يسكنون في نفس الحي.
طبعا الفكرة تبدو ساذجة و عديمة التأثير حيث أنه بالفعل هناك العديد من الناس ينفذون هذه الفكرة بدون أي تأثير ملحوظ. وهذا أمر طبيعي طالما كانت الفكرة مبادرة شخصية من بعض الأفراد بغرض توفير الجهد أو ثمن الوقود . ولكن دعونا نتخيل أن هذه الفكرة أصبحت مشروعا مجتمعيا يقوم الإعلام بنشره وتشجيعه. لو اتفق كل زميلين في العمل متجاورين في السكن على تنفيذ هذه الفكرة سوف تنخفض عدد السيارات الملاكي في القاهرة إلى النصف في ساعات الذروة , و من ثم الكثافة المرورية , و سيقل الانبعاث الحراري واستهلاك الطاقة و التلوث كذلك إلى النصف. وهذا الأخير هو المهم حيث أن الشركات الخاصة و المؤسسات الكبرى لديها اهتمام خاص بالبيئة من منطلق "المسئولية المجتمعية" أو ما يطلق عليه (Corporate Social Responsibility)
إن نجاح هذه المبادرة مرتبط بتبني و تشجيع الشركات الكبرى لها , وذلك لعدة أسباب
أولا
أولا
موظفو الشركات الكبرى يشكلون الغالبية العظمى من مالكي السيارات الخاصة وهم الغالبية العظمى في حالة "راكب واحد في سيارة ملاكي في ساعة الذروة"
ثانيا
ثانيا
على الشركات تشجيع الموظفين على الالتزام بمواعيد الانصراف حيث يشكل ذلك أحد أهم أسباب فشل تنفيذ هذه الفكرة
ثالثا
ثالثا
وضع الفكرة في إطار خدمة المجتمع والبيئة سيمنع ظهور نظرة دونية لمن ينفذون هذه الفكرة (حيث أني لاحظت إن البعض يخجل من
هذا الفعل حتى لا يقول عنهم الزملاء أنهم يوفرون ثمن البنزين) وهو حقا قول تافه من نماذج تافهة ولكن للأسف موجودة في المجتمع
رابعا
رابعا
تستطيع الشركة (من خلال متطوع) القيام بدور تنسيقي في تسجيل أسماء وبيانات من يرغبون في المشاركة في هذه المبادرة وبذلك
يسهل التعارف بين المتجاورين في محل السكن.(وهذا الدور مشابه لخدمة متواجدة في بعض الدول الأروبيه حيث يمكن لمسافر أن يتعرف على مسافر آخر إلى نفس الوجهة في نفس الوقت ولديه مكان في سيارته بمقابل اقل من ثمن تذكرة القطار– وبذلك تتحقق منفعة متبادلة)
وإن كنت أظن أن الشركات الكبرى لن تبادر بتبني مثل هذه المبادرات إلا إذا تعرضت لضغط (أو تشجيع) مجتمعي وإعلامي واعي , حيث أن المبادرة تبدو عديمة العائد الإعلامي الذي هو الدافع الأساسي وراء تبني أي شركة لأي مبادرة مجتمعيه. لذلك ربما ابتكار مؤشر نسبة مئوية يوضح نسبة الموظفين المشاركين في المبادرة إلى إجمالي موظفين الشركة , و نشر هذا المؤشر في الإعلام والصحف شهريا سوف يشجع الشركات على المساهمة في هذه المبادرة وسوف يدعم التنافس بين الشركات لتحقيق % أفضل من الشركات الأخرى.
وإن كنت أظن أن الشركات الكبرى لن تبادر بتبني مثل هذه المبادرات إلا إذا تعرضت لضغط (أو تشجيع) مجتمعي وإعلامي واعي , حيث أن المبادرة تبدو عديمة العائد الإعلامي الذي هو الدافع الأساسي وراء تبني أي شركة لأي مبادرة مجتمعيه. لذلك ربما ابتكار مؤشر نسبة مئوية يوضح نسبة الموظفين المشاركين في المبادرة إلى إجمالي موظفين الشركة , و نشر هذا المؤشر في الإعلام والصحف شهريا سوف يشجع الشركات على المساهمة في هذه المبادرة وسوف يدعم التنافس بين الشركات لتحقيق % أفضل من الشركات الأخرى.
وعلى الجانب الآخر , وبرغم توافر النية لدى العديد ممن اعرفهم لتنفيذ هذه الفكرة, إلا أن كثير منهم لم يتمكنوا من الحفاظ عليها لعدة أسباب. أهمها عدم احترام المواعيد الذي أصبح سمة بين المصريين , وهي مشكلة ليس لدي أي مقترحات لحلها , تقليدية أو غير تقليدية!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق