تعليق على مقال للأستاذ أحمد يوسف أحمد في جريدة الشروق
أستاذي الفاضل, لا أظن أن المشكلة في قدرة المصريين و لكنه الاستعداد. لقد ضربت سيادتك مثلا من التاريخ و أعتقد أن هناك أمثلة أخرى عديدة تبرهن على قدرة المصريين على انجاز مهام صعبة تكاد تكون مستحيلة. إن المشكلة هي تباين أداء المصريين في الظرف العادي و الظرف الاستثنائي. حينما نفشل فشلا مهينا في إدارة مشروع عادي لتنظيف المدينة, ثم نفشل مرة أخرى في تكليف المهمة إلي شركات أجنبية. و أقول مشروع عادي لأنه لا يحتاج إلى معرفة مفقودة بل يصلح بجدارة أن يكون مثلا تطبيقيا لطلبة كليات إدارة الأعمال. إن مزيج التراخي و الكسل و الإهمال و الفساد أدى بنا إلى أن نعجز عن فعل الأمور العادية و لا نهب إلا إذا صار الحدث استثنائيا .. ننتظر تكليفا رئاسيا, و حشدا إعلاميا, و توسلا مجتمعيا للإنقاذ من كارثة مفزعة. هنا وهنا فقط نتلذذ برواية المصري الأصيل الذي لا يظهر معدنه إلا في الشدائد!!
إن المأساة في تصوري هي تلك المساحة الشاسعة بين قدرتنا على فعل شيء و استعدادنا الحقيقي لفعله.. ثم تطور الحالة إلى الفشل في كل ما هو عادي و تحويله إلى استثنائي. و الخطورة الحقيقية هي تحول هذه الحالة إلي نمط , حيث أن المسافة الزمنية بين أزمة توزيع الخبز و أزمة القمامة تنذر بأزمات أخرى سريعا .. و كلها للأسف شدائد من صنع أيدينا.
إن المأساة في تصوري هي تلك المساحة الشاسعة بين قدرتنا على فعل شيء و استعدادنا الحقيقي لفعله.. ثم تطور الحالة إلى الفشل في كل ما هو عادي و تحويله إلى استثنائي. و الخطورة الحقيقية هي تحول هذه الحالة إلي نمط , حيث أن المسافة الزمنية بين أزمة توزيع الخبز و أزمة القمامة تنذر بأزمات أخرى سريعا .. و كلها للأسف شدائد من صنع أيدينا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق