الجمعة، يناير ٠١، ٢٠١٠

جسر الصحافة والأدب ... و نفق الصحافة و الإعلام

كَتب الأستاذ محمد المخزنجي مقالا في الشروق عن الأستاذ هيكل
http://www.shorouknews.com/Columns/Column.aspx?id=167202
ولفتت انتباهي فقرة في المقال عن الصحافة والأدب:
"فى قلب موضوع الكتابة، ثمة إشكالية لم ينتبه كثير من النُقاد إلى وصولها الفعلى إلى مرفأ آمن، وهى الفجوة بين الصحافة والأدب، فهناك عدد قليل من كُتّاب البشرية المعاصرين، بعضهم أدباء كبار وبعضهم صحفيون كبار، أقاموا فوق هذه الفجوة جسرا للتواصل، فكان الامتزاج المدهش بين الصحافة العالية والأدب الرفيع، وهيكل أحد هؤلاء الكبار القليلين، "
المقال بديع كعادة الأستاذ المخزنجي , ولكن الفكرة السابقة دفعتني لكتابه التعليق التالي:

[بينما اقام الجيل السابق جسرا بين الصحافة والأدب , أقام الجيل الجديد نفقا بين الصحافة والإعلام . كانت نتيجته مخزية , اذ ضاعت الفكرة الأصيلة والتحليل الرصين في غمرة المقبلات اللفظية والبلاغة الشعبية, فأصاب الصحافة بل والفكر الجمعي كله ضحالة و سطحية مشابهة لما اصاب الفنون الأخرى من تدهور حضاري.
امتلأت الساحة اليوم بصحفيين صاروا نجوم فضائيات , أو العكس , ففرضت عليهم أليات السوق الإعلامي لغة خطاب متدنية , تم تبريرها بالوصول إلي المشاهد البسيط , وكان مامولا منها ان ترفع مستوى المشاهد تدريجيا , ولكن النتيجة كانت هبوط مستوى الصحافة تدريجيا. واتصور ان تراجع مستوى الصحافة والكتابة عموما أخطر بكثير من تراجع باقي الفنون , حيث أن فنون الغناء و التمثيل هدفها الأساسي الترفيه , أما الفن الصحفي فهدفه التنوير , ولكن للأسف صار هو الأخر ترفيها وامتاعا على يد صحفيين الفضائيات و إعلاميين الصحافة. ]

ليست هناك تعليقات: