الثلاثاء، أكتوبر ١٩، ٢٠١٠

وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا

تفسير الجلالين
"ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك" أي لا تمسكها عن الإنفاق كل المسك "ولا تبسطها" في الإنفاق "كل البسط فتقعد ملوما" راجع للأول "محسورا" منقطعا لا شيء عندك راجع للثاني

And let not your hand be tied (like a miser) to your neck, nor stretch it forth to its utmost reach (like a spendthrift), so that you become blameworthy and in severe poverty.

الأربعاء، أكتوبر ١٣، ٢٠١٠

«وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى»

مقال متميز للأستاذ معتز عبد الفتاح يوضح أحد عيوبنا الشهيره الا وهي " أننا نعشق الأشخاص أكثر من احترامنا للقيم والأفكار " و أن " عقولنا لا تقبل أن ترى خطأ فيمن تحب"


يقول الأستاذ معتز
>>
...
هناك عامل مشترك مضروب فى معظم تياراتنا الفكرية، مع استثناءات قليلة، وهو أننا نعشق الأشخاص أكثر من احترامنا للقيم والأفكار، بل يتحول الشخص نفسه إلى قيمة
...
نتذكر كيف يتحول عشق الكثير من الإخوان للشيخين حسن البنا وسيد قطب إلى دفاع مستميت عنهما وكأن أيا منهما لم يقدم على خطأ قط، وكأن بيعة المرشد أو التأثر بشخص ما تعنى الولاء التام، الذى لا يقابله مساحة من التشكك والنقد البناء حتى لا نكرر أخطاء الماضى على عظمة من صنعوه.
والأمر ليس ببعيد عن أحباء الزعيم عبدالناصر الذين عادة لا يقبلون أن يوجه له أحد نقدا، ودائما ما يجدون مبررات لكل ما فعل فى حين أن الرجل أعلن صراحة عن أخطاء وقع فيها فى مرحلة ما بعد النكسة وفى بيان 30 مارس، لكنهم لا يصدقون الزعيم حتى حين ينتقد نفسه وهو رجل شجاع وبنفسه خبير.
وهو نفس العامل المشترك الذى يظهر عند محبى الرئيس السادات، الذين يضعونه هو وسياساته فوق النقد. وكأن المسألة إما أننا نحبه أو نكرهه، ولا مجال لأن نقبل بعضا مما قرر وقدم وننكر بعضا.
<<
ثم يأتي الأستاذ معتز بأبلغ مثل
>>
والغريب أن معظمنا يدين بدين عاتب الله فيه نبيه (صلى الله عليه وسلم) صراحة فى القرآن كى يعلمنا أنه سبحانه، مع حبه لنبيه، لا يضع الشخص فوق المبدأ أو الفكرة
<<
واضاف أحد القراء تعليق مذكرا بقول سيدنا علي (رضي الله عنه) في هذا الصدد "الحق و الباطل لا يعرفان باقدار الرجال،اعرف الحق تعرف اهله و اعرف الباطل تعرف اهله



الاثنين، أكتوبر ١١، ٢٠١٠

الإخوان وقرار المشاركه في الإنتخابات

قرر الإخوان رفض مشروع مقاطعه الإنتخابات , وهذا حقهم. الملفت هو استدعاء الدين لتبرير هذا القرار , وهذا معتاد. الصادم هو استنتاج ان المقاطعه اثم ومن ثم فإنهم على هدى ومن يخالفهم فهو في ضلال مبين

أتصور ان هذا هو ما يباعد بين الإخوان وجموع الشعب , رغم التعاطف معهم لما يبذلونه من مجهود وما يلاقونه من عنت
ان مجرد تخيل ان يتحكم الإخوان في مصير شعب يصبح فكره مرعبه حيث ان مبدأ المعارضه لرأيهم غير مقبول

أرسلت التعليق التالي على هذا الخبر


>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
عجيب أن يتبنى التيار العلماني الخيار الأخلاقي بـالمقاطعه بينما يتبنى الإخوان الخيار البراجماتي بالمشاركه!
غالبية الشعب مقاطع للعملية الإنتخابيه المزيفه , لذلك يظل الشعب على موقفه من عدم المشاركه في عملية عبثية , طالما كانت أفضل نتائج المشاركه لم تكن لها فعاليه.  مقاطعه الزيف خيار أخلاقي ايجابي والمشاركة فيه بدعوى إصلاحه خيار سياسي غير واقعي (بالنظر الي سابق النتائج)   , وللأسف فضل الإخوان التواجد في المشهد السياسي ودحض الخيار الأخلاقي بالمقاطعه. والأسوأ من ذلك هو استدعاء الدين لتبرير هذا الإختيار , الذي لا يرى فيه المواطن العادي سوى تطبيق لمبدأ الغايه تبرر الوسيله
<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<< 

الأحد، أكتوبر ١٠، ٢٠١٠

ابراهيم عيسى – الفكره والحدث والشخص


جاء استبعاد إبراهيم عيسى من رئاسه تحرير الدستور بعد فتره قليله من توقفه عن تقديم برامج تلفزيونيه في سلسله من المشاهد الدراميه وتصاعد لردود الأفعال , معظمها تشويش غير مجدي. اللافت هو تزامن اقصاء عيسى مع توقيف برنامج عمرو أديب. تضاف هذه الأحداث إلى سلسله سابقه من الاقصاءات لعبد الحليم قنديل , مجدي حسين , حمدي قنديل ..

لست من المعجبين بـعيسى أو عمرو اديب , ولكني لا انكر شعبيتهم الجارفه في زمن السوقية و انحدار الثقافه. أنظر اليهم في مجالي الإعلام والصحافه كمواز ثقافي لتامر حسني و سعد الصغير في مجال الغناء.

لم يكن لدي ما أقوله , ففي ظني ان المسأله واضحه ولا تستدعي أكثر من الخجل من واقعنا المذري.

و لكني قرأت مقال للأستاذ جمال سلطان –الذي أقدره كثيرا- يعلق على المسأله.

و للحق لم اعجب بتعليقه , وشعرت أنه حاد عن جوهر الفكره التي تستحق الإيضاح للناس , وانضم الي التشويش.

هذا هو مقال الأستاذ جمال

http://www.almesryoon.com/news.aspx?id=40580

وفي رأيي أن الأفكار التي طرحها الأستاذ جمال سلطان في تعليقه على الحدث هي من قبيل سرد حقائق لا تقبل جدال, مثل وجوب عدم تأبيد رؤساء التحرير و حقوق مجلس الإداره ومزايدات بعض الصحفيين في القضية ..

كلها أفكار صحيحه , ولكن استدعائها هي فقط في التعليق على الحدث –في ظني- غير موفق وغير مفيد. يبدو لي ان الغيره المهنية هي التي سيطرت على مقال الأستاذ جمال , ولذلك وجب على القاضي ان يتنحى عن نظر أي قضية , عند استشعار الحرج.

وأرسلت لهم هذا التعليق , ولا أعلم ان كان سينشر , حيث أن تعليقاتي على موقع "المصريون" لا تتمتع دائما بحظ النشر ..

<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<

بعيدا عن شخص الضحية , ودعم الأحباء وشماته الأعداء , الحدث متكرر و يشير الي نمط واضح في التعامل مع رافضي التوريث ممن تزداد شعبيتهم عن حد معين تقوم أجهزه بحثية بقياسه , وتستعين بهذه القياسات عقول متميزه في فريق التوريث. كثير من المصريين رافضي السوقية لم يكونوا من المغرمين بعيسى كصحفي أو كأعلامي , ولكن الحدث أهم من الشخص , والحدث هو اسكات صوت -ذو شعبية مقلقه- مناهض للتوريث , والفكره اهم من الحدث , والفكره هنا أن فريق التوريث فريق لا تنقصه الكفاءه ويعمل بطريقه علمية مدروسة.

>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>.>

السبت، أكتوبر ٠٢، ٢٠١٠

عندما تحرك المصريون

في خضم الدعوات المتتاليه للتغيير , ونشر الوعي بين الناس بمدى التردي الذي وصلنا اليه بمعايير العالم المتحضر , ومحاوله شحذ الهمم للمشاركه في عمليه تحول جذرية نحو ديمقراطيه حقيقيه , اذ ربما تقيلنا من عثرتنا و تضعنا على الطريق الصحيح للرقي , فوجئت بقضية فرعية في باب الصراعات الطائفية في مصر .. و في البدايه لم أعر الأمر اهتماما , فهي حلقه في سلسله لا تنتهي من شرارات طبيعية لكن الإعلام يوزعها على الجميع -من باب المهنية وربما الرزق- والمنتفعين وفارغي العقول يزيدونها اشتعالا عن جهل متعمد وغير متعمد. ولكن نقطه فاصله أثارت فضولي وتساؤلاتي , وهي حجم الحشود التي شاركت في الوقفات الإحتجاجية والمظاهرات ,حيث كانت الأعداد تفوق كثيرا أي مظاهرة أو وقفه احتجاجيه مرتبطه بالديمقراطية أو انتهاك الحقوق!
تفائلت في البدايه -بسذاجه- لإنتشار الوعي إلى الدرجة التي دفعت الاف المصريين للخروج مطالبه بـحريه انسانه في الإختيار , ولكني أدركت لاحقا ان الغالبيه ممن خرجوا في هذه المظاهرات لم و لن يشاركوا في أي وقفه أو مظاهرة معنية بحرية الوطن!
وعدت إلى مربع اليأس , متابعا لأضخم المظاهرات المطالبه بالديمقراطية التي يحتشد فيها عشرات!

وفي محاوله لفهم هذه المعضله , لربما اتوصل إلى السر الذي يستطيع تحريك المصريين , اضطررت لمتابعه القضية الشهيره "لكاميليا" .. وبتتبع طرف الخيط وصلت إلى كبار الشيوخ السلفيين , الذين لهم ألاف مؤلفه من المريدين و التابعين , و يعملون في مجال الدعوه ونشر الدين من خلال معاهد ومراكز و مؤخرا من خلال فضائيات. لطالما كانت لهم معامله تفضيليه من قبل النظام و تسهيلات امنية كثيره منحت لهم ومنع عن غيرهم أقل منها بكثير. والسبب في هذا التساهل الأمني هو ابتعاد السلفيين تماما عن أمور السياسه قولا وعملا , وهو اتفاق ضمني غير مكتوب , ربما يكون شرعي ولكنه في ظني اضر كثيرا بمصلحة الوطن , اذ ان الكثيرين من هؤلاء السلفيين ومريديهم يملكون البصيره الحقيقيه لإدراك حجم الضرر الذي اصاب البلد من جراء غياب العداله وانتشار الفساد , والكثيرين منهم أيضا يملك القدره على الإقدام وبذل التضحيات. ولذلك كان اعتزالهم السياسه -في ظني- من أسباب تدهور الوضع و استفحاله.

وظلت المعاهده ساريه حتى جاءت قضية كاميليا , فحشدوا الالاف غضبا , ولا أحسبه غضبا لتقييد حرية كاميليا كإنسان , ولكنها غضبه ضد سطوه الكنيسة التى فاجأتهم بتأثيرها على النظام في حسم القضية لصالحها. استنتاجي هذا -وربما يكون خطأ- سببه عدم قيام السلفيين بأي وقفه أو موقف ازاء انتهاك حريات وحقوق كثير من الإخوة أو الأخوات المسلمات في مواقف عديده فيما نعرف وما لم نعرف. لم نسمع لهم صوتا في حادثه خالد سعيد , برغم ان الحادثة اكثر دموية انتهت بـازهاق روح "مسلمه".

الملحوظه الأخرى الجديره بـالإنتباه هي حرص النظام على عدم فض المعاهده , وهذا واضح من التعامل الأمني الناعم -مقارنه بالقوه المفرطة مع العشرات المطالبين الديمقراطية ومنع التوريث- مع الالاف المتظاهرين. ويبدو ان النظام يدرك جيدا حجم السلفيين وصلابتهم , وليس لديه ادنى استعداد لتصعيد المواجهه ضدهم. واختار النظام ان يتعامل مع المشكله بطريقته المعتاده في الأمور الجسام , ألا وهي تجاهل المشكله تماما حتى ينشغل الناس عنها بمشاكلهم الأخرى التي لا تنتهي. مع القيام بدور الرقيب العادل (والتحجيز الأمني) حتى يمل الناس من الوقفات والمظاهرات وينصرفوا عنها أو ينصرفوا عن متابعه من  لم ينصرفوا.

و للذكرى .. من بين عشرات المقالات والتحليلات التي قرأتها في قضية كاميليا لكبار وصغار الكتاب , اقف عند مقالة الدكتور جلال أمين: