الأربعاء، ديسمبر ٣٠، ٢٠٠٩

قرارات الحزب بشأن البرادعي كمرشح محتمل للرئاسة

في تحليلي لتصريحات حسام بدراوي على هجوم الصحافة المصرية على البرادعي , لم أكن متفائلا مثل كثيرين.. 

بالعكس , شعرت ان رجالات الحزب  اتخذوا قرارين هامين:
1- كبح ازدياد شعبية البرادعي عن طريق رسالة شديدة اللهجة للصحافة الحكومية ولكل صحفي أراد ان يجامل أو ينافق , بان يتوقف فورا عن ذكر اسم البرادعي  (وقام الدكتور بدراوي بإرسال هذه الرسالة بمنتهى البلاغة و الذكاء )
2- رفض أي فكرة أو اقتراح بتعديل الدستور مما يسد الباب امام البرادعي أو أي منافس قوي قد يشكل خطر امام مرشح الحزب.

وبعد 19 يوم من تحليلي السابق , أعلن الحزب قراره :

والسؤال الان , ما هي الخطوة التالية من كل من انصار وأعداء التوريث؟
أعتقد أن مخاطبة الرئيس خطوة واجبة وهامة , لانها ستحدد ضمنا موقفه من محاولة التوريث أو على الأقل احتكار الحزب الوطني لحق اختيار منافسيه في انتخابات الرئاسة.
وقد قرأت ان النائب أنور السادات سوف يقوم بهذه المحاولة:

ولعله خير ...

الاثنين، ديسمبر ٢٨، ٢٠٠٩

الشرف والنزاهة لا يكفيان

تعليقي على مقال للأستاذ عماد الدين حسين في جريدة الشروق - "شعاع الملط"

http://www.shorouknews.com/Columns/Column.aspx?id=166162

اتفق مع تعليقات 4 و 5 ..
الأصل أن يكون الإنسان شريفا وغير فاسد , ولذلك هذا لا يحسب فضلا.
التفاني في العمل بدون الإصرار على تحقيق نتائج ايجابية من خلاله مثل تصويب الخطأ أو الأخذ بالتوصيات , هو في النهاية لسان حال الموظف المصري في أي مصلحة حكومية , يتفاني في العمل فقط لإرضاء رب العمل (المدير أو الرئيس) , وما وراء هذا لا يعنيه.
ان موقع الدكتور الملط يتطلب أكثر من من مجرد النزاهة و السهر في المكتب , ثم الإكتفاء بدور بطولي في مسرحية هزلية سنوية تنتهي بإعجاب الشعب ثم الإنتقال لجدول الاعمال. الدكتور وكل الموظفون الشرفاء أمثاله في مراكز قيادية يمنحون النظام فرصة التظاهر ان مصر دوله مؤسسات. في ظني أن تبادل الأدوار بين الدكتور الملط والدكتور شهاب (مثلا) لن يغير من الأمر شيئا. كلاهما رجل توازنات , يعرف حدوده ويتقن دوره المرسوم بدون أي محاولة للخروج عن النص.
أتمني أستاذ عماد أن يكون حوارك مع الدكتور الملط قد تطرق الى أي عمل إيجابي يفيد أبناء هذا الوطن التعيس. ان اتخاذ موقف واحد من قائد هذا الجهاز الرقابي الكبير أفضل كثيرا للوطن من قضاء سويعات اضافية في العمل , فالجهاز لدية الاف مؤلفة من الموظفين يبذلون ملايين الساعات وليس في حاجة للمزيد.

الاثنين، ديسمبر ١٤، ٢٠٠٩

القوة الناعمة في دفع الكتاب إلى التزام الموضوعية

في مقال على موقع المصريون قام احد الكتاب (د. مصطفى رجب) بمهاجمة الدكتور البرادعي والسخرية من كنيته (والملاحظ ان العديد من كتاب هذا الموقع يهاجمون البرادعي ربما لكونه ليبرالي , و قد ارسلت سابقا تعليق على نقد سطحي جدا لكاتب يُدعى سامي كمال الدين عقد مقارنة سطحية وبمنطق مغلوط بين حسني مبارك وعمرو موسى والبرادعي خلص فيها ان حسنى مبارك هو الأفضل. وركزت في تعليقي على أنه لا لوم على الكاتب ولكن اللوم على الجريده التي تسمح بنشر مقالات بمثل هذه السطحية و التبسيط المخل . وللأسف لم ينشر هذا التعليق! ) ,

أما بخصوص مقال دكتور رجب:

http://www.almesryoon.com/news.aspx?id=21970

 اندفع العديد من القراء بتوضيح استيائهم من السخرية الموضوعة في إطار لغوي, ومن ناحيتي أرسلت التعليق التالي, بتوقيع "الشاهد":

[  نقد غير موضوعي

 الشاهد | 13-12-2009 11:53 

 إسرائيل لم توقع اتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية. ولذلك ليس للوكالة الدولية أي سلطة رقابية عليها. ومن وجب عليه اللوم في تلك الحالة هي الدول التي ترى إسرائيل عدوا لها , فما كان لها ابدا ان تنضم للإتفاقية ثم تعود للبكاء وتحميل الأخرين المسئولية. أما مقدمة المقال , فلا تعدو كونها سخرية من كنيه يحملها الكثيرين , ربما ظن الكاتب أن وضعها في اطار علمي يحميه من تهمة الإساءة , ولكنها قطعا لن تمحو عنه الذنب ان لم يسامحه أصحاب تلك الكنية. والله أعلم بذات الصدور.  ]

 و توالت الاحتجاجات , وهدد شخص يحمل كنيه "البرادعي" باللجوء للقضاء. و أخيرا قام الكاتب بالاعتذار عن الإساءة وهو تصرف طيب يحسب له وعلامه مضيئه على قدرة الأفراد على التصويب بقليل من الإهتمام والتضامن.

 تظل الحقيقة التي لم ولن يعلمها إلا الله, وهي أي الأساليب كانت أكثر تأثيرا على الكاتب؟  خوف الكاتب من فقدان شعبيته بين القراء حيث تبين ان الكثيرين غير راضين عن المقال , ام خوف الكاتب من لجوء حاملي كنيه "البرادعي" إلى القضاء , ام خوف الكاتب من الله (كما نوهت أنا في ردي).

بقراءة اعتذار الكاتب, أغلب ظني أن السببين الأول والثاني اقرب , والله أعلم بذات الصدور.

الأربعاء، ديسمبر ٠٩، ٢٠٠٩

مقاطع من مصرع كليوباترا ... أحمد شوقي

 أدون هنا ما ذكره الشاعر الاديب احمد شوقي في مسرحيته حول انطونيو الذي جاء محتلاً لمصر فانخدعت به كيلوباترا فعشقته وضاعت بسبب ذلك امبراطوريتها، ثم دخلا القصر للاستمتاع وظن الشعب ان الامبراطور هو الذي استسلم لها فظلوا ينشدون ويصفقون فرحاً فقال «حابي» احد رجالات القصر يخاطب «ديون» زميله في مكتبة القصر حينما رأى العامة ينشدون فرحاً:

اسمع الشعب ديونُ ـ كيف يوحون إليه

مـلأ الجـو هتافاً ـ بحيـاتي قاتليه

اثر البهتان فيه ـ وانطلى الزور عليه

يا له من ببـغاء ـ عقلـه في أذنيه

ثم قال «ديون»:

هداك الله من شعب بريء ـ يصرفه المضلل كيف شاء

 

أترضى ان يكون سرير مصر

قوائمه الدعارة و البغاء ؟

اتهدم أمة لتشيد فردا

على أنقاضها؟ بئس البناء!

أبي , شيخي , إجترأت عليك فاصفح

فلم أك أجتري لولا الوفاء

 

 

انطونيوس منهكا يتذكر:

 أنا الذي كان امضى من الحديد جناني

الشرق يدري نزالي و الغرب يدري طعاني

كان الملوك عبيدي فصرت عبد الحسان

و لست أول حر استعبدته الغواني

صدر قرار الحزب بوقف الحمله ضد البرادعي . . لأنها تزيد شعبيته

نشرت المصري اليوم هذا الخبر

[حسام بدراوى: من حق «البرادعى» الترشح للرئاسة.. وهجوم الإعلام الحكومى عليه «تهريج» ومحاولة لقتل شخصية فكرت فى المنافسة]

 http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=236139&IssueID=1614

 

وأرسلت اليهم هذا التعليق:

[الدكتور بدراوي هو أحد المخططين الإستراتيجيين في الحزب الوطني , وهو بالقطع من أذكى اعضاء الحزب و من صناع القرار فيه. ويبدو أنه صدر القرار الداخلي في الحزب بتجاهل المطالب والتصويبات المقترحة لتفعيل انتخابات ديمقراطية (المسماه في الإعلام الموجة: شروط البرادعي) , ومن ثم سوف يعتذر البرادعي تلقائيا عن المشاركة في الإنتخابات.

 ولذلك صدر القرار بالتوقف عن مهاجمة الرجل , فالمشكلة سيقوم الحزب بحلها قانونيا ودستوريا وهو حل أأمن بكثير من مغامرة الرهان على الشعب في رفض البرادعي (من خلال حملة الإعلام الموجة ضده) , اذ ان هذه الحمله قد تأتي بنتائج عكسية وترفع من أسهم وشعبية الرجل بين الناس.]

 هوامش على التعليق:

 -          ما من شك ان مفكري الحزب (وهم قلة منتقاه) وكل منتفعين التوريث (وهم كثر في كل المجالات والقطاعات الشعبية والنخبوية) مطالبين  بالعمل على اخراج أفضل وعلى مستوى عالمي  لللإنتخابات الرئاسية المقبلة.

-          تم البحث عن شخصية عالمية محل تقدير للمشاركة في الإنتخابات (يقوم بنفس الدور الذي قام به نعمان جمعة في الجزء الأول  .. الشهير بـ .. اتخنقنا ). هذا النجم العالمي سيجعل الإنتخابات تنال التقدير الدولي المطلوب .. وكان الدكتور البرادعي

-           وضع النجم شروطا للمشاركة تتسق مع ما رآه وتعلمه في دول العالم المتقدم , مما يضمن خروج الإنتخابات بشكل جدي وعادل

-          أدرك مفكري الحزب خطورة الموقف اذ ان القيام بهذه التعديلات قد يؤدي إلى تَغيير النتيجة التى يسعون اليها , كما ان الإستمرار في مهاجمة الرجل سوف تزيد من شعبيته   مما قد يدفعه لمواصلة ما بدأ.

-          كان القرار الحاسم والسريع من مفكري الحزب  بوقف الحديث عن شخص الدكتور البرادعي من ناحية , تجاهل ما طالب به ) هو و غيره من النابهين( , التمسك بشكل الدستور الحالي (المعدل) لضمان الوصول الي النتيجة المرجوة. انظر تصريح الدكتور بدراوي في نفس الحوار " وقال –بدراوي-: «من حق الدكتور البرادعى، مثل أى مواطن، أن يتقدم للترشح طالما أن ذلك يتم فى إطار الدستور»."

-          وجاري البحث عن بدائل أخرى مضمونة , نحو اخراج أفضل ومباركة دولية  .. بدون تغيير النتيجة!

الثلاثاء، ديسمبر ٠٨، ٢٠٠٩

شكرا البرادعي .. لقد عرفت قومي!

تعليق على مقال للأستاذ عمرو خفاجي (ترشيح البرادعي .. وتكفير التغيير) - جريدة الشروق
http://www.shorouknews.com/Columns/Column.aspx?id=159910

احيانا نعيش سنوات طويله مع بعض الناس دون ان ندرك حقيقتهم , وفي خلال هذه السنوات كثيرا تسمعهم يقولون حقا , و لكنك لا يمكنك أبدا ان تعرف دوافعهم أو درجة اخلاصهم أو استعدادهم لمواصلة تبني الحق في كل صوره واشكاله. ثم حانت لحظة الفصل , حينما تعارض الحق مع المصلحه الشخصية أو ربما كان في قول الباطل منفعة شخصية, فانكشف الغطاء عن كل معارض -أو حيادي- مصري , واتضحت الرؤية. شكرا البرادعي .. لقد وصل الدرس الاول .. تيقنت ان في بلدي ليست كل معارضة شريفة .. وان في بلدي من هو معارض محترف .. لعب دوره على اكمل وجه في تمثيلية الديمقراطية و أزهى عصور الحريه .. وأخذ المقابل شهرة ونجاحا .. ربما قال حقا مرات كثيرة .. ولكنه ابدا لم يكن صدقا.